يساور مرضى ارتجاع الصمام الميترالي الكثير من المخاوف حول وجود تعارض بين ارتجاع الصمام الميترالي والزواج، بل قد تدفعهم هذه المخاوف إلى العزوف عن الزواج خوفًا من الإخفاق في ممارسة العلاقة الحميمية أو ظلم الطرف الآخر في طبيعة الحياة التي يتوقع أن يعيشها.
وفي الحقيقة أن الأمر لا يستدعي كل هذه المخاوف، وسوف نوضح تفصيلًا خلال هذا المقال كيف يمكن لمرضى صمامات القلب عيش حياة طبيعية كغيرهم من الأصحاء دون مضاعفات.
ارتجاع الصمام الميترالي: أبرز الأسباب والأعراض
يفصل الصمام الميترالي طبيعيًا بين الأذين والبطين الأيسر للقلب وتربطه بعضلات القلب بعض الأوتار التي تحفزه على الانغلاق بكفاءة وإحكام مما يسمح بسريان الدم من القلب إلى أجزاء الجسم في اتجاه واحد فقط ويمنع ارتداده للخلف مرة أخرى.
عند الإصابة بارتجاع الصمام الميترالي لا ينغلق الصمام بإحكام عند انقباض القلب وضخه للدم ما ينتج عنه ارتداد الدم مرة أخرى إلى الأذين والبطين الأيسر وإصابتهما بالتمدد والتضخم على المدى الطويل.
ترجع الأسباب الأساسية لارتجاع الصمام الميترالي إلى:
- ارتخاء الصمام الميترالي.
- الحمى الروماتيزمية.
- تلف الأنسجة المكونة للصمام.
- التهاب بطانة القلب الداخلية.
أما عن اعراض ارتجاع الصمام الميترالي فتظهر متمثلة في:
- ضيق التنفس والإجهاد عند القيام بمجهود بسيط.
- الاستيقاظ في أثناء النوم بسبب صعوبة التنفس.
- عدم انتظام ضربات القلب، فيشعر المريض بتسارعها وخفقان القلب.
- تورم في القدمين والكاحلين بسبب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
اعتقادات خاطئة عن ارتجاع الصمام الميترالي والزواج
قد يتردد الكثير من الشباب في استكمال خطبتهم بسبب إصابتها بارتجاع الصمام الميترالي، وقد يجد بعض الآباء عدم مناسبة أحد الشباب للزواج بابنتهم بسبب معاناته ارتجاع الصمام الميترالي وظنهم أن ذلك المرض يتعارض مع الزواج والإنجاب.
والحقيقة أنه لا يوجد تعارض مباشر بين ارتجاع الصمام الميترالي والزواج، ولا يؤثر هذا المرض في ممارسة العلاقة الزوجية أو الإنجاب، وخاصة في الحالات التي تعاني ارتجاعًا طفيفًا في الصمام الميترالي والتي لا تحتاج إلى أي تدخل طبي سوى المتابعة الدورية كل ٦ أشهر للاطمئنان على حالة الصمام.
لذا يتوجب على مرضى ارتجاع الصمام الميترالي الذين بصدد الزواج استشارة الطبيب المختص لتقييم حالتهم بدقة وإصلاح الصمام الميترالي لديهم إذا استوجبت حالتهم لينعموا بحياة زوجية فيما بعد دون مضاعفات.
الرعاية الطبية التي يحتاج إليها مرضى ارتجاع الصمام الميترالي
تختلف الرعاية الطبية التي يحتاج إليها مرضى ارتجاع الصمام الميترالي حسب درجة الارتجاع التي يكشف عنها جراحو القلب من خلال أساليب التشخيص المختلفة مثل الموجات فوق الصوتية.
حالات الارتجاع البسيطة والمتوسطة
كما ذكرنا سابقًا قد لا تستدعي الحالات البسيطة أي تدخل طبي سوى المتابعة الدورية لحالة الصمام كل ٦ أشهر، وقد تستدعي بعض حالات الارتجاع المتوسطة استخدام بعض الأدوية المضادة لتجلط الدم أو التي تعمل على تنظيم ضربات القلب.
حالات الارتجاع الشديدة
تستدعي حالات الارتجاع الشديدة التي تسببت في تضخم عضلة القلب الخضوع لجراحة إصلاح أو استبدال الصمام الميترالي بالتدخل المحدود حسب حالة الصمام وما سببه من مضاعفات.
نصائح لمرضى ارتجاع الصمام الميترالي للتعايش مع هذا المرض
يوصي جراحو القلب مرضى ارتجاع الصمام الميترالي باتباع عدة نصائح للحفاظ على حالة الصمام وتفادي تعرضه لمضاعفات خطيرة.
من أهم هذه النصائح:
- الالتزام بنظام غذائي صحي، وتقليل الأملاح والدهون في الطعام.
- ضرورة شرح الحالة الصحية وتوضيح التاريخ المرضي المتعلق بحالة الصمامات عند زيارة طبيب الأسنان لأخذ الاحتياطات اللازمة عند علاج الأسنان ومنع انتقال بعض الميكروبات من الفم إلى صمامات القلب.
- الإقلاع عن التدخين.
- الاعتدال في تناول المنبهات التي تحتوي على الكافيين.
- مراجعة الطبيب المختص كل ٦ أشهر للاطمئنان على حالة الصمام.
بنهاية حديثنا نكون قد حسمنا الجدل المتعلق بالعلاقة بين ارتجاع الصمام الميترالي والزواج. أما للتعرف عن مزيد من المعلومات يمكنكم استشارة الدكتور رفيق سليمان –أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب– عن طريق حجز موعد من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
اقرأ ايضا: افضل جراح قلب في مصر