قد تؤثر بعض عوامل الخطر التي يتعرض لها الإنسان مثل التدخين بأنواعه على صحة الشرايين التاجية، ما ينتج عنه ضيق وقصور في وظيفة هذه الشرايين، وظهور أعراض خطيرة تنذر بتضرر عضلة القلب.
نستعرض تفصيلًا في هذا المقال أسباب واعراض قصور الشريان التاجي وطرق تشخيص وأهم الأساليب العلاجية المتّبعة لتفادي اعراض قصور الشرايين.
تتفرع الشرايين التاجية من الشريان الأورطي، وهو أكبر شرايين القلب، وهي مسؤولة عن تغذية عضلة القلب بالدم المحمل بالأكسجين اللازم لانقباضها وانبساطها بكفاءة عالية لتستقبل وتضخ الدم من وإلى أجزاء الجسم المختلفة.
قصور الشريان التاجي.. أسبابه وخطورته
تظهر اعراض قصور الشرايين التاجية عندما يحدث خلل في تدفق الدم بكفاءة خلال هذه الشرايين إلى عضلة القلب نتيجة ترسب المواد الدهنية الموجودة في الدورة الدموية على جدران هذه الشرايين وتسببها في ضيقها وإعاقتها لمرور الدم بكافة مكوناته بكفاءة، فتقل التروية الدموية الواصلة إلى القلب مسببة قصورًا وضعفًا في عضلة القلب.
ترجع أسباب قصور الشريان التاجي الرئيسية إلى تعرض المريض إلى عدة عوامل تجعله أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض عن غيره، وأهمها:
- التقدم في العمر.
- الذكور أكثر عرضة للإصابة بقصور الشرايين التاجية عن الإناث، وذلك لوجود هرمون الإستروجين لدى الإناث بمستويات أعلى تحمي جدران الشرايين على المدى الطويل من التصلب وتراكم الدهون.
- سن انقطاع الطمث قد يزيد من فرص ظهور اعراض قصور الشريان التاجي عند النساء.
- وجود تاريخ عائلي من الدرجة الأولى للإصابة بتصلب الشرايين أو أمراض الشرايين التاجية.
- التدخين بمختلف أنواعه.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
- زيادة مستوى الدهون والكوليسترول في الدم.
- السمنة المفرطة.
- كثرة التعرض للضغوطات النفسية والتوتر العصبي.
اعراض قصور الشريان التاجي
عادة تظهر اعراض قصور الشريان التاجي متمثلة في:
- آلام في منتصف الصدر وقد تمتد إلى الكتف الأيسر.
- قد تمتد آلام قصور الشرايين التاجية للفك السفلي والأسنان أو إلى الظهر والكتف الأيمن أيضًا.
- ضيق التنفس والإجهاد الشديد عند بذل أي مجهود.
- عدم القدرة على ممارسة العلاقة الزوجية.
- الغثيان وحرقة المعدة.
- عدم انتظام ضربات القلب.
قد تكون اعراض قصور الشريان التاجي مستقرة في بدايتها، أي أنها تظهر فترة قصيرة وتختفي بعد ذلك، ولكن مع مرور الوقت وعدم الحصول على الرعاية الطبية المناسبة قد تشتد الأعراض وتستدعي حالة المريض نقله إلى المستشفى.
لذا يؤكد الأطباء دائمًا على أن تشخيص اعراض قصور الشريان التاجي في مراحله المبكرة هي الخطوة الأولى لنجاح الخطة العلاجية.
اقرا ايضا ما هي أسباب توسع الشريان التاجي ووسائل العلاج؟
خطورة قصور الشريان التاجي
قد ينتج عن التأخر في تشخيص اعراض قصور الشريان التاجي وعلاجه العديد من المخاطر على حياة المريض، وأشهرها تكوّن جلطات تسبب الانسداد التام للشرايين التاجية، الأمر الذي يُعرض المريض لخطر النوبة القلبية التي قد تسبب الوفاة إذا لم يتدخل الأطباء لعلاجها في أسرع وقت ممكن.
هل يمكن تشخيص قصور الشريان التاجي من خلال الأعراض فقط؟
بالطبع لا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط في تشخيص قصور الشريان التاجي، وذلك لتشابهها مع كثير من الأمراض التي تصيب شرايين القلب، مثل تمزق الشريان الأورطي أو أمراض أخرى مثل التهابات المعدة الحادة والتهابات الشعب الهوائية المزمنة وقرح المريء.
شاهد المزيد من دكتور رفيق سليمان عن الشريان التاجي
الأساليب المتبعة في تشخيص قصور الشريان التاجي وعلاجه
تضم أهم أساليب تشخيص قصور الشريان التاجي بعض الفحوصات الطبية، والتي تشمل ما يلي:
رسم القلب
يكشف هذا الفحص وجود أي قصور في الدورة الدموية الواصلة إلى الضفيرة العصبية للقلب، ويظهر هذا القصور كاضطرابات في الإشارات الكهربية التي يرصدها جهاز رسم القلب.
في بعض الحالات لا يمكن لرسم القلب العادي الكشف عن قصور الشرايين التاجية على الرغم من ظهور كافة الأعراض على المريض، ويضطر الأطباء في هذه الحالة إلى إخضاع المريض إلى رسم القلب بالمجهود.
تعتمد فكرة رسم القلب بالمجهود على سير المريض على مشاية كهربائية تُجبر الدم على التدفق بصورة كبيرة إلى القلب ليعمل بكفاءة، بالتالي يكشف الجهاز عن أي قصور بشرايين القلب.
تصوير القلب بالموجات الصوتية (الإيكو)
يُظهر هذا الفحص الأداء الوظيفي لعضلة القلب وحركة أجزاء القلب المختلفة وصمامات القلب.
يظهر قصور الشرايين التاجية من خلال هذا الفحص عند ظهور اضطراب في حركة بعض أجزاء القلب أو ارتجاع في أحد الصمامات.
المسح الذري لعضلة القلب
تعتمد فكرته على حقن صبغة ما في دم المريض وتقييم وصول هذه الصبغة إلى أجزاء القلب المختلفة.
أشعه مقطعية على الشريان التاجي
تُصور هذه الأشعة عدة مقاطع حية للشرايين التاجية، وتُظهر وجود أي تكلسات أو ضيق في هذه الشرايين، ولكن في بعض الأحيان قد تُخفق هذه الأشعة في تشخيص قصور الشريان التاجي.
قسطرة القلب التشخيصية
تعد أدق وسيلة لتشخيص قصور الشريان التاجي، وتعتمد على استخدام القسطرة لحقن صبغة مباشرةً في الشرايين التاجية عن طريق شريان الفخذ أو الذراع، والتي ترسم صورة دقيقة للشرايين التاجية وتوضّح درجة القصور، ويُحدد على أساسها التدخل الطبي المناسب.
اقرأ أيضا: نصائح لمرضي قصور الشريان التاجي
هل يستدعي علاج قصور الشريان التاجي التدخل الجراحي؟
تُحدد خطة علاج قصور الشريان التاجى بناءًا على درجة القصور التي بيّنتها أساليب التشخيص المختلفة.
في درجات قصور الشرايين البسيطة تشمل الأساليب العلاجية ما يلي:
العلاج الدوائي
يشمل العلاج الدوائي الأدوية المانعة لتراكم الدهون في شرايين القلب وأدوية السيولة.
زرع دعامات في الشرايين التاجية بدون جراحة
عند فشل العلاج الدوائي في تحقيق تحسن ملحوظ في الأعراض يلجأ الأطباء إلى زرع دعامات في الشرايين التاجية باستخدام قسطرة القلب لإبقاء هذه الشرايين متسعة ومفتوحة، لمنع تراكم الدهون وتكوّن الجلطات مرة أخرى.
أما في درجات القصور الشديدة والتي قد ينتج عنها انسداد كامل في الشرايين التاجية يكون التدخل الطبي المناسب هو ترقيع الشرايين التاجية عبر الجراحة باستخدام تقنية القلب النابض التي يُمكن أن تحد مضاعفات الجراحة التقليدية.
احجز موعدك الآن مع الدكتور رفيق سليمان -أستاذ جراحة القلب والصدر بكلية الطب- وتعرف على مزيد من التفاصيل عن جراحات ترقيع الشرايين التاجية.
اقرأ ايضا: احسن جراح قلب في مصر