الشريان الأورطي أحد شرايين القلب الرئيسية الذي ينقل الدم المحمل بالأكسجين من القلب إلى جميع أعضاء الجسم عبر تفرعاته المتعددة. ويستطيع هذا الشريان استيعاب هذا الكم الكبير من الدم المؤكسد نظرًا لقوته.
ويستمد الشريان الأورطي هذه القوة من أنسجته القوية التي تنقسم إلى ثلاث طبقات: الداخلية والوسطى والخارجية. ومع مرور الوقت قد تعاني إحدى هذه الطبقات الضعف والتآكل، الأمر الذي يؤدي إلى شرخ الشريان الأورطي، مُسببًا مضاعفات خطيرة.
هل يُعَد شرخ الشريان الأورطي حالة تهدد الحياة؟ وما أهم أسبابه وأعراضه؟ دعونا نتعرف سويًا إلى أجابة هذه الأسئلة خلال مطالعة السطور القادمة.
ماذا يعني شرخ الشريان الأورطي؟
شرخ الشريان الأورطي مشكلة تنتج من ضعف الطبقة الداخلية فيه وتمزقها، ما يؤدي إلى خروج الدم المؤكسد من مساره الطبيعي داخل الشريان إلى مسار جديد بين الطبقتين الوسطى والداخلية.
وتتأثر الدورة الدموية الرئيسية في الجسم بسبب شرخ الشريان الأورطي، فتنحفض كمية الدم المتدفق منه إلى بقية أجزاء الجسم، بالتالي يختل الأداء الوظيفي لجميع أعضائه، منها المخ والكليتين والرئة.
وهذا ما يُفسر كون شرخ الشريان الأورطي حالة طبية مهددة للحياة تستدعي التدخل الطبي العاجل، فكل ساعة تمر على المُصاب دون تدخل تهدد حياته بسبب ضعف التروية الدموية إلى جميع أعضاء الجسم.
أسباب تسلخ الشريان الأبهر
تشمل أسباب تسلخ الشريان الأبهر (الأورطي) الرئيسية ما يلي:
- إهمال علاج تمدد الشريان الأورطي، خاصة لدى الحالات التي تعاني تمدد يبلغ أكثر من 5.5 سنتيمترًا.
- ارتفاع ضغط الدم المستمر.
- العامل الوراثي.
من الأكثر عرضة إلى الإصابة بشرخ الشريان الأورطي؟
تزداد فرص إصابة بعض المرضى بشرخ الشريان الأورطي دون غيرهم بسبب تعرضعهم إلى بعض عوامل الخطر، أهمها:
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- تقدم العمر.
- الحمل، فتزيد احتمالية الإصابة بهذه المشكلة خلال الثلث الأول منه.
- وجود عيوب خلقية في الصمام الأورطي.
- الإصابة بمتلازمة مارفن.
- الخضوع المسبق لجراحات في القلب.
- النوع: ترتفع احتمالية إصابة الذكور مقارنة بالإناث.
أنواع شرخ الشريان الأورطي
يُصنف شرخ الشريان الأورطي طبقًا للجزء المصاب فيه إلى نوعين رئيسين، هما:
شرخ الشريان الأورطي من النوع (أ)
يُصيب هذا النوع من الشرخ الشريان الأورطي الصاعد، وهو الجزء الأقرب إلى القلب، ويعد أكثر أنواع التسلخ خطورة، ويستدعي التدخل العاجل لإنقاذ حياة المريض.
شرخ الشريان الأورطي من النوع (ب)
يصيب الشرخ من النوع (ب) الشريان الأورطي النازل، ويعد أقل خطورة من النوع (أ)، لكنه يستدعي الاستشارة الطبية العاجلة أيضًا للحفاظ على حياة المريض، وتجنب تعرضه إلى مضاعفات خطيرة فيما بعد.
اعراض تسلخ الابهر
تظهر اعراض تسلخ الابهر فجأة، وعادة يشعر المريض بما يلي:
- ألم شديد وغير محتمل في الصدر قد يمتد إلى الذراعين ومنطقة أسفل الظهر.
- ضيق التنفس.
- الدوخة والإعياء الشديد.
- التعرق الشديد.
- ضغط الدم والنبض المنخفضين.
تُنذر هذه الأعراض بوجود خطورة بالغة على حياة المريض، لذا يكون التصرف الأمثل زيارة أقرب مستشفى طوارئ.
أساليب فعالة للكشف عن شرخ الشريان الأورطي
يستدعي تشخيص شرخ الشريان الأورطي السرعة والدقة، لأن كل ساعة تمر على المريض دون علاج تزيد فيها خطورة فقدانه لحياته.
ويعتمد الأطباء على أساليب محددة لتشخيص هذا المرض، أهمها:
الأشعة السينية على الصدر
تصور هذه الأشعة الأعضاء الموجودة داخل الصدر بدقة، بما فيها القلب والرئتين والأوعية الدموية، لذا يُمكنها أن تعين الأطباء على تأكيد وجود شرخ في الشريان الأورطي، أو استبعاده.
الموجات فوق الصوتية بالمنظار
يقدم هذا الفحص صورة متحركة ودقيقة لصمامات القلب وشرفاته، إضافة إلى الشريان الأورطي.
الأشعة المقطعية بالصبغة على الشريان الأورطي أو الرنين المغناطيسي
تستعرض هذه الفحوصات صورة أكثر وضوحًا لأجزاء الشريان الأورطي، وقُطْرها، وتدفق الدم خلالها، لذا يمكنها الكشف بدقة عن أمراض الشريان الأورطي.
علاج تسلخ الشريان الأبهر
يختلف علاج تسلخ الشريان الأبهر من مريض لآخر حسب نوع الشرخ، والحالة الصحية العامة للمريض، وسنه.
بالنسبة لحالات الشرخ من النوع (أ)، يكون التدخل الامثل إجراء عملية تغيير الشريان الأورطي، أما الشرخ من النوع (ب) فقد لا يستدعي الجراحة، وقد يستدعيها. دعونا نتعرف إلى مزيد من التفاصيل خلال السطور القادمة.
عملية تغيير الشريان الأورطي لعلاج الشرخ من النوع (أ)
تهدف هذه الجراحة إلى التدخل السريع لإنقاذ حياة المريض من خلال استبدال الجزء التالف من الشريان الأورطي بجزء آخر صناعي من مادة “الداكرون” بقياسات معينة يحددها الطبيب، وذلك لاستعادة كفاءة التروية الدموية إلى أجزاء الجسم المختلفة.
وقد ساهمت التقنيات الحديثة في جعل عملية تغيير الشريان الأورطي أكثر سهولة وأمانًا، لكن قد تكون إحدى عيوبها استغراق وقت طويل من أجل إجرائها، خاصة إذا صاحبها تدخلات طبية أخرى، مثل عملية تغيير الصمام الاورطي بالمنظار.
وسائل علاج الشرخ من النوع (ب)
-
العلاج الدوائي
عندما تكشف أساليب التشخيص المختلفة عن وجود شرخ في الشريان الأورطي النازل دون أن يعرض حياة المريض إلى الخطر، يكون العلاج الدوائي هو الخيار الأمثل. وعادة تكون أدوية ضبط ضغط الدم، مثل حاصرات بيتا، خيارًا مثاليًا لأولئك المرضى.
-
التدخل الجراحي لعلاج الحالات الخطيرة
إذا تسبب شرخ الشريان من النوع (ب) في ضيق تجويف الشريان الأورطي، وضعف تدفق الدورة الدموية إلى أعضاء الجسم المختلفة، يكون التدخل الجراحي هو الحل المناسب.
وعادة تهدف الجراحة في هذه الحالات إلى تركيب دعامات داخل الشريان الأورطي عن طريق القسطرة القلبية لإصلاح الجزء التالف به.
يمكنكم التعرف إلى مزيد من التفاصيل عن جراحات إصلاح الشريان الأورطي وتغييره، وفترة التعافي منها، من خلال تصفح مدونة موقع الدكتور رفيق سليمان -أستاذ جراحة القلب والصدر– الطبية.
احجز موعدك الآن من خلال الاتصال بالأرقام المتاحة في موقعنا الإلكتروني.
اقرأ ايضا: اشهر جراح قلب في مصر