عبارة “أنت مُصاب بضعف في عضلة القلب” هي واحدة من أقسى وأكثر العبارات التي تُثير القلق في نفوس المرضى وأسرهم، إذ يرتبط القلب بالحياة، وأي خلل في وظيفته يُعد تهديدًا مباشرًا للصحة وربما للحياة نفسها.
ويُقصد بضعف عضلة القلب تراجع قدرته على ضخ الدم بفعالية إلى مختلف أجزاء الجسم، ما يؤدي إلى قصور في وظيفته الحيوية، لكن هل ضعف عضلة القلب خطير؟ وهل يمكن السيطرة عليه أو الشفاء منه؟
في السطور القادمة سنجيب عن هذه الأسئلة، ونوضح أسباب ضعف عضلة القلب، وأعراضه، بالإضافة إلى طرق الوقاية من المضاعفات، مع تسليط الضوء على حالات خاصة مثل اعتلال عضلة القلب التوسعي واعتلال عضلة القلب بعد الولادة.
هل ضعف عضلة القلب خطير؟
الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على عدة عوامل، مثل: سبب الضعف، وشدته، ونسبة كفاءة القلب في ضخ الدم، ومدى الاستجابة للعلاج.
في بعض الحالات، قد تكون الحالة بسيطة ويمكن السيطرة عليها، خاصةً إذا شُخّصت مبكرًا، ولكن في حالات أخرى، قد يتطور الضعف إلى قصور حاد في عضلة القلب، ومضاعفات خطيرة، مثل فشل القلب الاحتقاني، واضطرابات نظم القلب، والسكتة القلبية، ما يؤثر سلبًا في جودة حياة المريض وقدرته على أداء أنشطته اليومية، خاصةً إذا تُركت الحالة دون علاج.
ومع التقدم الكبير في وسائل التشخيص والعلاج، أصبح بإمكان كثير من المرضى تحسين وظائف القلب والعودة إلى ممارسة حياتهم بصورة طبيعية إلى حد كبير.
فإن كنت تتساءل: “هل ضعف عضلة القلب خطير؟” فالخطر الحقيقي لا يكمن في المرض نفسه فقط، بل في تجاهل الأعراض أو التأخر في الحصول على الرعاية الطبية المناسبة.
تعرف ايضا علي : بماذا يشعر مريض القلب عند النوم؟
أسباب ضعف عضلة القلب
تتنوع أسباب ضعف عضلة القلب ما بين قابلة للعلاج وأخرى مزمنة، ومن بين هذه الأسباب:
أمراض الشرايين التاجية
وهي حالة يحدث فيها انسداد أو تضيق في الشرايين التي تغذي القلب بالدم والأكسجين، ما يؤدي إلى ضعف عضلة القلب بسبب نقص التغذية.
ارتفاع ضغط الدم المزمن
عندما يكون ضغط الدم مرتفعًا لفترات طويلة، يتعرض القلب لضغط إضافي، ما يحد من قدرته على العمل بفعالية، ومع مرور الوقت يؤدي إلى ضعف عضلة القلب.
داء السكري
يؤثر السكري في الأوعية الدموية والأعصاب، من بينها الأوعية التي تضخ الدم إلى القلب، ما قد يسبب ضعفًا في عضلة القلب بمرور الوقت بسبب ضعف تدفق الدم إليها.
العدوى الفيروسية
قد تؤدي الإصابة ببعض الفيروسات، مثل فيروس كورونا إلى التهاب عضلة القلب، ما يسبب ضعفًا في قدرتها على ضخ الدم.
العوامل الوراثية
في بعض الحالات، قد يكون ضعف عضلة القلب مرتبطًا بالعوامل الوراثية، إذا كان لدى المريض تاريخ عائلي من أمراض القلب.
الإفراط في تناول الكحول أو المخدرات
يسبب الكحول والمخدرات أضرارًا مباشرة على عضلة القلب، ما قد يؤدي إلى ضعفها مع مرور الوقت.
نقص التغذية
نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية، مثل الكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم قد يؤثر في صحة القلب.
الأدوية السامة للقلب
بعض الأدوية مثل أدوية السرطان قد تسبب أضرارًا مباشرة لعضلة القلب، ما يؤدي إلى ضعفها.
تعرف ايضا علي :هل ارتخاء الصمام الميترالي يسبب الموت؟
ما هو اعتلال عضلة القلب التوسعي؟
يُعد اعتلال عضلة القلب التوسعي من أنواع ضعف عضلة القلب، إذ يتسع البطين الأيسر ويضعف، ما يمنع القلب من ضخ الدم بفعالية إلى أجزاء الجسم، وتشير الدراسات إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من النساء.
في البداية، قد لا تظهر أعراض واضحة أو قد تكون غير مميزة مثل الإرهاق وضيق التنفس، ما يجعل المصاب يعتقد أن هذه الأعراض بسبب الإجهاد أو التوتر، ومع مرور الوقت، قد تظهر أعراض أكثر وضوحًا مثل تورم الساقين والكاحلين وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية.
ومن العلاجات الممكنة لاعتلال عضلة القلب التوسعي الأدوية لتخفيف الأعراض وتحسين وظيفة القلب، أو زرع جهاز طبي للتحكم في ضربات القلب ومساعدته على ضخ الدم بفعاليّة، وفي الحالات الأكثر خطورة، قد يستلزم الأمر زرع قلب.
لكن إذا لم يُعالج، قد يؤدي إلى فشل القلب الاحتقاني، إذ يصبح القلب غير قادر على تلبية احتياجات الجسم من الدم المؤكسد، ومع العلاج المناسب مثل الأدوية والتمارين الرياضية وزرع الأجهزة المساعدة للقلب، يمكن تحسين وظيفة القلب.
متى يحدث اعتلال عضلة القلب بعد الولادة؟
اعتلال عضلة القلب بعد الولادة هو حالة نادرة وخطيرة تحدث عادةً في الأشهر القليلة التي تلي الولادة، وتؤدي هذه الحالة إلى ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بفعالية، ما قد يتسبب في فشل القلب في الحالات الشديدة.
وهناك بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة، مثل الحمل المتعدد (التوائم)، والحمل في العمر المتأخر، وارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل، ووجود تاريخ عائلي لأمراض القلب، كما أن التهاب عضلة القلب السابق قد يكون عاملاً مساعدًا في تطور هذه الحالة.
وتظهر أعراض اعتلال عضلة القلب بعد الولادة، مثل التعب الشديد وضيق التنفس عند القيام بالأنشطة اليومية أو عند الاستلقاء، وقد تعاني بعض الحالات تورم الساقين والكاحلين بسبب احتباس السوائل، وأحيانًا ألم في الصدر.
يتمثل العلاج في الأدوية التي تساعد على تحسين قدرة القلب على ضخ الدم، مثل مدرات البول ومثبطات ACE، إلى جانب مثبطات بيتا التي تدعم وظيفة القلب، ولكن في الحالات المتقدمة، قد يستدعي الأمر الخضوع لجراحة أو زرع جهاز طبي لمساعدة القلب على أداء وظيفته بفعاليّة، ورغم أن اعتلال عضلة القلب بعد الولادة نادر، فإن التشخيص المبكر والعلاج السريع يسهم في تحسين النتائج والحدّ من المضاعفات الخطيرة.
نصائح للتعامل مع ضعف عضلة القلب
إذا كنت تشعر بالقلق تجاه تساؤلات مثل هل ضعف عضلة القلب خطير، فإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في الحفاظ على صحة قلبك وتجنب تفاقم حالتك:
- الالتزام بالعلاج الطبي والخضوع للفحوصات الطبية الدورية.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام، ولكن يجب استشارة الطبيب لتحديد التمارين المناسبة وفقاً لحالتك الصحية.
- تجنب التوتر والضغوط النفسية.
- مراقبة الأعراض التي قد تشير إلى حدوث أي مضاعفات.
الأسئلة الشائعة
في هذه الفقرة، نجيب عن بعض الأسئلة الشائعة التي قد تدور في ذهن الأشخاص الذين يعانون ضعف عضلة القلب.
متى تكون نسبة ضعف عضلة القلب خطيرة؟
تكون نسبة ضعف عضلة القلب خطيرة عندما تقل قدرته على ضخ الدم إلى أقل من 40%، إذ تُعد النسبة الطبيعية نحو 55% أو أكثر.
هل يتم الشفاء من ضعف عضلة القلب؟
تعتمد إمكانية الشفاء من ضعف عضلة القلب على السبب الذي أدى إلى الإصابة، وكيفية التعامل معه، والكشف المبكر والعلاج المناسب يسهمان في تحسين الأعراض والحد من المضاعفات.
- هل نسبة قوة عضلة القلب 40% خطيرة؟
نعم، إذ تشير إلى ضعف ملحوظ في قدرة القلب على ضخ الدم بفعاليّة، وفي هذه الحالة، يجب استشارة الطبيب المتخصص لتحديد العلاج المناسب والمتابعة المستمرة.
كم النسبة الطبيعية لعمل عضلة القلب؟
النسبة الطبيعية لعمل عضلة القلب تكون بين 55% و70%.
هل الزعل يضعف عضلة القلب؟
نعم، الزعل أو التوتر النفسي يمكن أن يؤثر سلبًا في صحة القلب على المدى الطويل، إذ يمكن أن يرفع مستوى هرمونات الإجهاد مثل الأدرينالين والكورتيزول، ما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بضعف عضلة القلب.
ما هو اعتلال القلب التوسعي؟
هو حالة يحدث فيها توسع لعضلة القلب ما يؤدي إلى ضعف قدرتها على ضخ الدم بفعالية.
هل يمكن الشفاء من اعتلال عضلة القلب التوسعي؟
لا يوجد شفاء تام من اعتلال عضلة القلب التوسعي، ولكن العلاج المبكر والمنتظم يمكن أن يحد من الأعراض ويحسن جودة الحياة.
إذا كنت تتساءل: “هل ضعف عضلة القلب خطير؟”، فالإجابة تعتمد على التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة، لذا لا تتردد في استشارة الدكتور رفيق سليمان، أستاذ ورئيس قسم جراحة القلب بكلية الطب.