الشرايين التاجية أحد أهم الشرايين المغذية للقلب والتي تساعده على إتمام مهامه بكفاءة وفاعلية. وتعرّض هذه الشرايين إلى أي مشكلة يتسبب في عدم الوصول كمية كافية من الدم والغذاء إلى عضلة القلب مما يتسبب في قصورها. يعد انسداد الشريان التاجي أحد أكثر مشكلات الشرايين التاجية شيوعًا، خاصة بين كبار السن.
تُرى ما هي اعراض انسداد الشريان التاجي؟ وما مدى خطورته على حياة المريض؟ وما هو التدخل الطبي المناسب لحالات انسداد الشرايين التاجية؟ نجيب عن هذه الأسئلة وأكثر خلال الفقرات القادمة.
ما هو انسداد الشريان التاجي؟
تكمن الوظيفة الأساسية للشرايين التاجية في تغذية عضلة القلب بالدم والأكسجين اللازمين لمساعدته على القيام بوظائفه ونقل الدم لكافة أجهزة الجسم دون تعب أو توقف.
وحدوث ضيق أو انسداد في الشرايين التاجية لسبب ما أمر ينتج عنه إصابة المريض بذبحة صدرية تختلف أعراضها حسب درجة الانسداد ومكانه.
وعادةً كان يشخص الأطباء حالات انسداد الشريان التاجي لدى كبار السن، ولكن في الآونة الأخيرة انتشرت هذه المشكلة بين البالغين والشباب خاصة الذكور، وعادة يرتبط ظهور هذه المشكلة لديهم بالعامل الوراثي.
اسباب انسداد الشريان التاجي
ترجع اسباب انسداد الشريان التاجي إلى وجود عدة عوامل تجعل المرضى أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية عن غيرهم، منها:
- العامل الوراثي وهو من العوامل الأساسية المتسببة في انسداد الشريان التاجي، فمن لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بضيق أو انسداد الشرايين التاجية أو الجلطات القلبية، هم أكثر عرضة للإصابة.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون في الدم.
- مرض السكري.
اعراض انسداد الشريان التاجي
تختلف اعراض انسداد شريان التاجي بين مريض وآخر تبعًا لدرجة الانسداد ومكانه والمرحلة التي اكتُشف فيها المرض، ففي المراحل المبكرة من المرض لا يشعر المريض بأي أعراض ملحوظة.
أما عند تطور المرض وتعارضه مع وصول الدم والأكسجين إلى القلب بكفاءة للقيام بعمله، تظهر اعراض انسداد الشريان التاجي متمثلة في:
- ألم في الصدر عند بذل أي مجهود.
- ألم في الصدر بعد تناول الطعام.
- صعوبة النوم بسبب ضيق التنفس وألم الصدر عند الاستلقاء.
- ألم في الصدر عند الجلوس والراحة في المراحل المتقدمة من المرض.
- ضيق في التنفس مع عدم الراحة.
- التعرق الشديد، والغثيان، والرغبة في القيء، والإعياء الشديد، وذلك عند حدوث انسداد تام في أحد الشرايين التاجية.
هل تختلف اعراض انسداد الشريان التاجي عن أعراض الضيق؟
لا يوجد فرق ملحوظ بين اعراض ضيق الشرايين التاجية وانسدادها، وذلك لأن كلاهما يتسبب في النهاية في الإصابة بالذبحة الصدرية بسبب نقص الأكسجين والتغذية الواصلة إلى القلب.
كيف يُشخَص انسداد الشريان التاجي؟
يعتمد الأطباء عند تشخيصهم انسداد الشريان التاجي على أساليب عدة، أهمها:
- الاستماع الجيد لشكوى المريض وأخذ تاريخه المرضي.
- الفحص السريري.
- إجراء بعض التحاليل الطبية، مثل تحليل الدهون الثلاثية والكوليسترول.
- أشعة الإيكو على القلب.
- الأشعة المقطعية على شرايين القلب التاجية، والتي تُظهر بدقة درجة الضيق أو الانسداد ومكانه.
- القسطرة التشخيصية إذا لزم الأمر، وتعتمد على حقن صبغة في الشرايين تصل إلى شرايين القلب التاجية لتُظهر أي مشكلة تصيبها.
علاج انسداد الشريان التاجي
تختلف الأساليب المتبعة في علاج الشريان التاجي بين مريض وآخر حسب ما تُفصح عنه نتائج الأساليب التشخيصية -الموضحة سابقًا- عن درجة الانسداد ومكانه.
ولكن بصفة عامة تشمل الأساليب العلاجية لانسداد الشريان التاجي ما يلي:
العلاج الدوائي
يُتبع العلاج الدوائي في الدرجات الطفيفة من انسداد الشريان التاجي، إذ يعاني المرضى في هذه الحالات انسدادًا في جزء بسيط فقط من الشريان، لذا لا يعانون أي أعراض ملحوظة إلا عند بذل مجهود بدني شاق.
ويضم العلاج الدوائي عدة أدوية للحد من اعراض انسداد الشريان التاجي منها:
- أدوية لخفض مستوى الكوليسترول والدهون الضارة في الدم.
- أدوية لضبط مستوى ضغط الدم.
ويحرص الأطباء على توجيه عدة نصائح لمرضى الشرايين التاجية لاتباعها بالتزامن مع العلاج الدوائي، وتشمل الإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن مصادر التوتر والقلق النفسي، واتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون.
دعامات الشريان التاجي
تستخدم دعامات الشريان التاجي مع المرضى الذين يعانون ضيقًا أو انسدادًا في شريان أو اثنين من الشرايين التاجية.
وتعتمد فكرة الدعامات على توسيع الشريان التاجي عن طريق نفخ بالون داخله، ثم تركيب الدعامة باستخدام القسطرة القلبية لإبقائه مفتوحًا.
على الرغم من بساطة هذا الإجراء مقارنة بجراحات القلب المفتوح، قد يسبب تركيب الدعامات خطورة على حياة المريض في حال عدم مناسبة الدعامة لحالته، أو عند انسدادها.
التدخل الجراحي
يُعد التدخل الجراحي هو الحل الأمثل في الحالات التي تعاني انسدادًا كليًا في الشريان التاجي، وخاصة الشريان الرئيسي الأيسر، أو الحالات التي تعاني مضاعفات خطيرة نتيجة ضيق الشريان التاجي، مثل ضعف كفاءة عضلة القلب، أو الحالات التي لا تتناسب تقنية تركيب الدعامات معها، مثل مرضى السكري.
ويهدف التدخل الجراحي في هذه الحالة إلى زراعة الشريان التاجي أو ترقيعه بالاستعانة ببعض الأوردة من الجسم مثل أوردة الثديين الأيمن والأيسر وأوردة الساقين.
وتُجرى عملية ترقيع الشرايين التاجية اعتمادًا على تقنيتين أساسيتين يحدد الطبيب المناسب منهما لكل مريض حسب حالته، وهما:
- تقنية القلب النابض: تقنية حديثة تجنب المريض مضاعفات عملية القلب المفتوح وتحد من احتياجه لنقل الدم والإقامة لفترة طويلة بعد العملية بالمستشفى.
- التدخل المحدود بالمنظار: تقنية مميزة أيضًا وطفيفة التوغل تستخدم في حالات انسداد شريان واحد أو اثنين وتعتمد على صنع شق جراحي أصغر من المعتاد عليه في جراحات القلب وتُسرع مدة التعافي.
خلال هذا المقال، حرصنا على توعية مرضى القلب وخاصة مرضى الشرايين التاجية بأن سرعة الخضوع للتدخل الطبي المناسب يُحدث فارقًا كبيرًا في حياتهم وفي النتائج المتوقعة.
لذا إذا لاحظت ظهور اعراض انسداد الشريان التاجي التي أوضحناها، بادر على وجه السرعة بالتوجه لأقرب جراح قلب ذي خبرة في أمراض الشرايين التاجية حفاظًا على استقرار حياتك.
للحجز والاستعلام عن مواعيد الدكتور رفيق سليمان -استشاري جراحة القلب والصدر- يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
اقرأ ايضا: افضل جراح قلب في مصر
